الأحد، 3 يوليو 2016

تعدد الزوجات بين الانبياء والمرسلين بقلم / أسامه عباس


تعدد الزوجات بين الأنبياء والمرسلين و كره العلمانيين.والرد على المدعو خالد منتصر
لكل شريعة من الشرائع خصائص تختص بها وتتميز . وتعرف بها وتتحيز.
وشريعة الإسلام هي أكمل الشرائع وأفضلها . وأعمها وأشملها . إذ جاء بها خير الأنبياء والمرسلين . محمد ص .
وبين للناس ما يحتاجون إليه في كل زمان ومكان واستقر الأمر على ذلك بين المسلمين على طيلة أربعة عشر قرنا من الزمان.
حتى نبغت في الأفق البعيد نابغة . ليست بنابغة.
وظهرت في سواد الدجى الشديد ظاهرة شرورها سابغة. شربوا من ألبان الغرب وجاءوا ليتقيأوا عندنا . وأكلوا من طعام الغرب وجاءوا ليتغوطوا عندنا .
لا تعجبهم شريعة من شرائع الرحمن إلا ما استقر عليه مجالس حقوق الإنسان.
فالجهاد عندهم عدوان . والولاء والبراء كراهية وطغيان. والختان اعتداء وحرمان . والحجاب رجعية وجاهلية.
والحلال والحرام تضييق على الحرية.
وبين الحين والحين يخرجون علينا في بلاد الأزهر ينشرون ترهاتهم وافتراءاتهم ويساهمهم في نشرها إعلام صليبي أو علماني يحارب كل مظهر إسلامي.
وقد قرأت منذ أيام مقال للمدعو خالد منتصر الذي لا يترك ثقبا يستطيع من خلاله الطعن أو التشويه أو القاء الشبهات حول شرائع المسلمين إلا وفعل . في حين انه إذا ما تعرض لذكر نصراني أو يهودي أو ملحد تراه يتكلم بمنتهى الإحترام والتوقير.
كتب مقالا في كنيسته الشهيرة – أقصد جريدته الشهيرة – اليوم السابع يتهكم فيه على تعدد الزوجات وأخذ يلقي الشبهات . الواحدة تلو الاخرى . فكان مما قال . (( أنه طفاسة ذكورية )) (( إذا كان الزوج من حقه الزواج بأكثر من واحدة لأن شهوته قوبة فما حكم المرأة التي شهوتها قوية أيضا )) أو كما قال .
بداية نقول وبالله التوفيق  ,
التعدد حكم شرعي ثابت بالقرآن والسنة والإجماع .
فمن القرآن قول الله تعالى (( فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع )) النساء 3
قال الشافعي: وقد دلت سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم المبينة عن الله أنه لا يجوز لأحد غير رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجمع بين أكثر من أربع نسوة, وهذا الذي قاله الشافعي رحمه الله مجمع عليه بين العلماء إلا ما حكي عن طائفة من الشيعة, أنه يجوز الجمع بين أكثر من أربع إلى تسع . قلت : وكلام الروافض أي الشيعة لا يعتد به .
ومن السنة ما ثبت أن النبي ص كان له تسع نسوة في وقت واحد وتزوج بأكثر من إحدى عشرة إمراة.
وفي البخاري  عن سعيد بن جبير قال:
قال لي ابن عباس: هل تزوجت ؟ قلت: لا، قال: فتزوج، فأن خير هذه الأمة أكثرها نساء
وفي مسند الإمام أحمد من حديث غيلان بن سلمة الثقفي أسلم وتحته عشر نسوة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم «اختر منهن أربعاً» فلما كان في عهد عمر طلق نساءه, وقسم ماله بين بنيه,
قال بن كثير  : وجه الدلالة أنه لو كان يجوز الجمع بين أكثر من أربع لسوغ له رسول الله صلى الله عليه وسلم سائرهن في بقاء العشرة وقد أسلمن معه فلما أمره بإمساك أربع وفراق سائرهن دل على أنه لا يجوز الجمع بين أكثر من أربع بحال,
وفي السنن أيضا عن وفل بن معاوية الديلي رضي الله عنه, قال: أسلمت وعندي خمس نسوة فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اختر أربعاً أيتهن شئت وفارق الأخرى» فعمدت إلى أقدمهن صحبة عجوز عاقر معي منذ ستين سنة فطلقتها.....
وهذا غيض من فيض فالأدلة على جواز تعدد الزوجات وإباحة نكاح اكثر من واحدة متضافرة .
وقد كان الأنبياء قبل ذلك يفعلون هذا الأمر . فابراهيم عليه الصلاة والسلام تزوج بأكثر من امرأة ويعقوب تزوج بأختين وكان ذلك في شريعته جائزا ..
وكذلك سليمان و وداوود عليهما الصلاة والسلام وثبت في السنة هذا الأمر.
والمسألة لها أبحاث تتناولها من حيث التشريع ومن حيث الواقع ومشكلة العنوسة وغير ذلك تراه في موضعه ان شاء الله.
وما ادعاه النصارى من تحريم الزواج بأكثر من واحدة فهو من تحريفاتهم للإنجيل فإن الله بعث عيسى عليه السلام ليحل لهم بعض الذي حرم عليهم لا ليحرم عليهم بعض الذي أحل لهم.
انبرى خالد منتصر لهذا المضمار بدعوى حقوق المراة وكأنه أحن على المرظاة من الذي خلقها.
انبرى واخذته الحمية الجاهلية لانتقاد أي شئ يمس الشريعة الإسلامية كعادة العلمانيين.
ونحن نسأله . هل كان زواج النبي ص م وحهة نظر خالد منتصر طفاسة ذكورية ؟
فإن قلت أن هذا من خصائص النبي ص . فهل كان فعل الصحابة طفاسة ذكورية ؟؟
وأما ما أثاره من أنه إذا كان الزوج من حقه الزواج بأكثر من واحدة لأن شهوته قوية فماذا تفعل المرأة التي شهوتها قوية أيضا ؟
فنقول له بأن هذا من آثار جهله بكتاب الله الحكيم.
فإن الشريعة وضعت حلا لهذه المرأة . إما الصبر وإما أن تلجأ إلى الانفصال عنه لأنها تخشى على نفسها الفتنة والرجل لا يقوى على كفايتها .
قال تعالى ((وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آَتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَنْ يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ )) البقرة 229
وختاما فنقول :
لا يزال العلمانيون الذين يدعون أنهم مسلمون يطعنون في دين الله وشرائعه كرها وبغضا لدين الله ومحبة للغرب وما يدين به . فهل ترى احدا من التيارات الإسلامية التي تصالحت مع العلمانية على هون يهاجمهم ويدك معاقلهم بدحض أفكرهم العفنة ومناهجهم القمامية ؟
والله من وراء القصد .
والحمد لله رب العالمين.









هناك تعليق واحد:

جميع الحقوق محفوظة @ 2013 مركز العز بن عبدالسلام للأبحاث و الدراسات.