الجمعة، 22 يوليو 2016

الرياضة مذهب السلف جـ1 كتبه / أحمد يعقوب



(الرياضة مذهب السلف جـ1 ) كتبه / أحمد يعقوب
قال ابن تيمية رحمه الله الرياضة ثلاثة أنواع
1) رياضة الأبدان بالحركة و المشي
2) رياضة النفوس بالأخلاق الحسنة و الاداب المحمودة
3) رياضة الأذهان بمعرفة دقيق العلم و البحث
للأسف هناك بعض الأخوة من طلاب العلم الشرعي يري أن الرياضة نوع من العبث و اللهو والترف المنهي عنه و أبعد ما تكون عن منهج السلف بل و أنها من خوارم المروءة بل و ينكر علي من يراه يمارسها و يقول كيف لهذا أن يؤم المسلمين و يصعد المنبر و يؤخذ منه علم نقول لهؤلاء الاخوة وغيرهم
( الرياضة مذهب السلف )
و أن المروءة ضابطها العرف لا غير و من الخطأ تعميم خوارم المروءة في جميع الأماكن و الأزمان فما كان خارم للمروؤة في الخليج قد لا يكون كذلك في بلاد الشام أو في بلدنا مصر
و قد كان عروة ابن الزبير رحمه الله يقول لابنائه العبوا فإن المروءة لا تكون إلا بعد اللعب
حث إسلامنا علي الرياضة المفيدة النافعة و جعلها أداة لتقوية الجسم لأنه يريد أن يكون أبناؤه أقوياء في أجسامهم و عقولهم و أخلاقهم و في أرواحهم
و لقد مدح الله تعالي القوة في كتابه الكريم فقد وصف الله تعالي نفسه < ذو القوة المتين > سورة الذاريات 58
و مدح أمين وحيه جبريل عليه السلام بالقوة فقال < ذي قوة عند ذي العرش مكين > التكوير 20
و أمتن سبحانه علي الخلق بنعمة القوة فقال < الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة > الروم 54
وأمر الله عباده المؤمنين بان يعدوا لأعداء الله كل ما يستطيعون من قوة فقال < و أعدوا لهم ما استطعتم من قوة و من رباط الخيل ترهبون به عدو الله و عدوكم > الأنفال 60
و قوة هنا نكرة تفيد العموم اي كل أنواع القوة قوة مادية وعسكرية وبدنية و نفسية الخ ......
و في الحديث الذي رواه أحمد و مسلم و النسائي < المؤمن القوي خير و احب الي الله من المؤمن الضعيف و في كل خير > و إن كانت القوة أساسا قوة الايمان و لكن الجسم أقدر علي أداء التكاليف الدينية و الدنيوية و أن الاسلام لا يشرع ما فيه إضعاف الجسم إضعافا يعجزه عن اداء هذه التكاليف .
بل إن الإسلام خفف عنه بعض التشريعات ابقاء علي صحة الجسم فأجاز أداء الصلاة من قعود لمن عجز عن القيام و أباح الفطر لغير القادر علي الصيام ووضع الحج و الجهاد وغيرهما عن غير المستطيع . 
و كان النبي صلي الله عليه و سلم يحث أصحابه دائما علي ممارسة الرياضة و ينتهز الفرص السانحة في تطبيق ذلك عمليا . وعن أنس بن مالك < كان ابوطلحة حسن الرمي فكان اذا رمي يشرف النبي ص فينظر إلي موضع نبله > رواه أحمد و البخاري
وقال ص < من علم الرمي ثم تركه فليس منا أو قد عصي > رواه مسلم .
وفي الحديث الذي رواه النسائي والطبراني وصححه الالباني رحمه الله < كل شيء ليس فيه ذكر الله تعالي فهو لهو و لعب إلا أربع ملاعبة الرجل امرأته و تاديب الرجل فرسه و مشيه بين الغرضين و تعليم الرجل السباحة > و الغرض مرمي السهم و المراد مشيه لجمع السهام المرمي بهما أو للقتال والمبارزة
و عند البخاري < ارموا بني اسماعيل فإن أباكم كان راميا >
وفي الحديث الذي رواه البيهقي و إن كان الحديث ضعيفا فإن معناه صحيح < حق الولد علي الوالد أن يعلمه الكتابة و السباحة و الرماية و لا يرزقه الا حلالا طيبا >
< و بينما الحبشة يلعبون بحرابهم عند رسول الله ص دخل عمر فأهوي عليهم الي الحصي فحصبهم بها فقال دعهم يا عمر > رواه البخاري ومسلم وغيرها من الأحاديث الدالة علي أهمية الرياضة و أنها مذهب السلف وليست خروج عنه .
و كان سلفنا الصالح يذمون السمنة ذما شديدا فالسمن لا يذم بإطلاق و غنما يذم منه ما كان ناشئا عن الانهماك في الدنيا و التوسع في الملذات و العكوف علي الشهوات و هي بهذا الاعتبار منهي عنها لان النهي عن أسبابها يستلزم النهي عنها .
و قال النبي ص في الحديث المتفق عليه < إن خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يكون قوم يشهدون و لا يستشهدون و يخونون ولا يؤتمنون و ينذرون و لا يوفون و يظهر فيهم السمن >
قال الشافعي ما رأيت سمينا عاقلا إلا رجلا واحد وكان يقصد محمد ابن الحسن لأن العاقل عنده لا يخلو من احدي الخلتين إما ان يغتم لاخرته و معاده أو لدنياه ومعاشه و الشحم مع الغم لا ينعقد فإذا خلا من المعنيين صار عنده في حد البهائم فيعقد الشحم .
لا تحش بطنك بالطعام تسمنا **فجسوم أهل العلم غير سمان
لا تتبع شهوات نفسك مسرفا **فالله يبغض عابدا شهواني
و نلتقي إن شاء الله في الجزء الثاني من ( الرياضة مذهب السلف2 ) مع رياضات حث الإسلام عليها و ضوابط الألعاب الرياضية إن كان في العمر بقية ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة @ 2013 مركز العز بن عبدالسلام للأبحاث و الدراسات.