الثلاثاء، 12 يوليو 2016

من عيوب كتب أصول الفقه المعاصرة..كتبه / محمد سالم البحيري






من عيوب كتب أصول الفقه المعاصرة
_________________________
لا يشك ذو إنصاف في الخير الذي حملته لنا كتب أصول الفقه المعاصرة ، ولكن عاب هذه التصانيف بعض ما أوجبه فتور الهمة عن التحقيق والتدقيق ، أو طبيعة الدراسة التي كتب من أجلها المصنف ، أو حالة الركود العلمي العام ، أو غير ذلك ، ومن هذه العيوب :
1- عدم الاهتمام بتحقيق الحدود الأصولية كما كانت عادة الأصوليين التراثيين ، وقد يظن لأول وهلة أنها إنما هي شقشقة منطقية ، وفي الحقيقة هي من أهم ما تميز بها ماهية المحدود ، ولا يعرف الشوق إلا من يكابده ، ولا يخفى أنا لا نعنى بتحقيق الحد التشدق في النقض والنقد ، والمراد واضح لذي معالجة .
2-المقارنة الجوفاء بين الحدود ، هذا - طبعًا - إن قارن ، فيقول : (عرفه الآمدي بقوله ، وعرفه البيضاوي بقوله) ، وهذا أمر لا فائدة منه طالما أنه لا يتبعه بتحليل التعريفين والمقارنة بين ماصدق المحدود بالنظر إلى كل منهما .
3-عدم الرجوع إلى الأصول ، ففي الغالب - إلا من رحم ربك وأنعم - يرجع المصنف إلى كتاب العلامة الشيخ أبي زهرة وخلاف والخضري والبرديسي ومصطفى شلبي وغيرهم من مشايخ مشايخنا ، ولا ينهل من حيث نهلوا .
4-الاضطراب المنهجي ، فترى المصنفَ جاريًا على مدرسة المتكلمين في باب العام والخاص ، وعلى مدرسة الحنفية في تقسيم الألفاظ ، وعلى مدرسة المتأخرين (الجمع بين الطريقتين) في باب المطلق والمقيد ، وهذا عيب - بفضل الله - قد خلت منه كتب التراث في هذا العلم الشريف .
5- نقل المذاهب من غير كتب أصحابها ، فينقل المصنف مذهب الحنفية من كتب الشافعية ، والعكس ...
بقى أمران :
الأول : أنا لا نريد بهذا دغدغة جوفاء ، وإنما إضاءة وبيان للطريق القويم ....
الثاني : أن هذا الحكم لا ينسحب على كل التصانيف المعاصرة ، وإنما أغلبها ، وكتاب العلامة الشيخ محمد أبي النور زهير من أروع ما صنف في زماننا ، والله أعلم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة @ 2013 مركز العز بن عبدالسلام للأبحاث و الدراسات.