الجمعة، 15 يوليو 2016

جنايةٌ = استسهال العلم كتبه / كمال المرزوقي



جنايةٌ = استسهال العلم 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أعمق علم وأدقّه في جملة العلوم قاطبة هو علم الشّريعة .
وسبب استسهال علومها دون سائر العلوم في الغالب راجع لأسباب كثيرة يمكن إجمالها في الآتي :
1- داء التّعالم وحبّ الظّهور السّريع
ويحمل راية هذا الوباء صنفان :
أ- مغترّون بعقولهم من أشباه المثقّفين والعلماء في غير الشّريعة
ب- طلّاب علم دخلوه تسوّرا من الجدار لا من باب الأدب والإخلاص
2- الجهل بموضوع البحث ابتداء وهو الشّريعة
وسبب هذا صنفان من المدافعين ومثلهم من الطّاعنين :
أ- متصدّرون بلا أهليّة من المتشرّعين من وعّاظ وقصّاص ودعاة وعوامّ العلماء من سطحيّي الفهم عقدوا تعارضا بين الشّرع ( والعقل أو الحداثة أو الأخلاق أو السياسة المعاصرة أو الفكر أو الفلسفة أو العلم التّجريبي... ) فأخرجوا من الشّريعة ما هو منها من حسنات تلك الموضوعات
ب- مثقّفون وأشباههم وعلماء من المتخصّصين في غير الشّريعة عقدوا نفس التّعارض لكن أرادوا الدّفع ببيان أنّ تلك الموضوعات جاءت بها الشّريعة فجنوا بإدخال ما ليس منها إليها
ج- حاقدون من المستشرقين والتّنويريّين ومن دار في فلكهم عملهم التّلبيس بقصد وإرادة عرضوا أجزاء من الشّريعة يسلّم لهم كونها مستبشعة بالنّظر للجزئيّة عينها لكنّها غاية الحكمة كلّيّا، فتلقّفها عنهم بعض من أقنعه ذلك الاجتزاء ممّن أرومته مدخولة بلوثة غير شرعيّة فنافح عن ذلك الفكر وهاجم الشّرع قناعة لا بقصد التّلبيس .
د- عامّة من غبراء النّاس ودهمائهم استبشعوا بعض ما لم يحيطوا به خبرا فهاجموه عن غير دراية بانتمائه لصلب الشّريعة ( الحدود، طاعة وليّ الأمر، الجهاد، الحسبة، الموازنة بين المصالح والمفاسد، التّقيّد بفهم السّلف، الأسماء والأحكام ... )
3- طغيان البراجماتيّة النّفعيّة على سلوكات أغلب المتشرّعين:
وهذه يتلقّفها الإعلام ليصوّرها كاريكاتوريّا ويحلّلها مايكروسكوبيّا منتهجا التّكرار متمثّلا كون ما تكرّر تقرّر، إلى أن يقع التّنميط ويخيل على المسلمين أنفسهم فيصير العالم الرّبّانيّ بحقّ عندهم استثناء من تلك الصّورة النّمطيّة .
وهذا من أخطر الصّور لشيوعه لا لقوّته في نفسه .
4- قلّة العالمين حقّا وصدقا بالشّريعة
وهذا من دلائل النّبوّة الّتي تشهد بصدق الأخبار السنّيّة الّتي بيّنت انحسار العلم وتصدّر الرّؤوس الجهّال الّتي تفتن النّاس عن علمائها المتحقّقين بالعلم
5- عدم الاعتراف بعلم العالم وإن لاح شمسا
وسبب ذلك أغلبه الحسد والغرور والحقد والفجور في الخصومة والبغي وتغليب مصلحة الفرد على المصلحة العامّة، فيستوي قول العالم بقول الجاهل تحت مظلّة احترام الرّأي والرّأي الآخر الجائرة في الحكومة .
ربّ يسّر وأعن!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة @ 2013 مركز العز بن عبدالسلام للأبحاث و الدراسات.