الأربعاء، 20 يوليو 2016

أردوغان واللجوء السياسي لمصر كتبه / أسامة عباس





أردوغان واللجوء السياسي لمصر 
كتبه / أسامة عباس

قبل أن نستفرغ الوعاء ونخرج ما في الجعبة من كلمات عما جرى منذ أيام  في تركيا.
فهو الحدث المسيطر على العقول الان . 
فلا حديث على ساحات الإعلام بشتى نواديه إلا عن تركيا والانقلاب العسكري الفاشل.
بداية لا بد أن نقرر ان أردوغان علماني كما صرح هو أكثر من مرة على الفضائيات .
ولكن بعض الشر أهون من بعض. فعلمانية أردوغان ممزوجة بغلاف إسلامي يسميه البعض التدرج ويسميه البعض باسم آخر .
ليس موضوعنا.
إلا أن هناك حقائق تبينت من جراء هذا الانقلاب العسكري الفاشل الذي شاركت فيه دول عديدة وساندت .

1 – علمانية أردوغان ومشاركته في حلف الناتو وقاعدة انجرليك وقتاله مع الأمريكان والسعوديين ضد الدولة الإسلامية
و أمور اخرى . كل ذلك لم يشفع له عند الغرب الذي يكره أي شئ يمت للإسلام بصلة ولو مظهريا.
فمجرد المظهر الإسلامي لأردوغان و تعريب الأذان وسماحه بالحجاب في الجامعات وتدريس القرآن وغير ذلك مما هو خدمة للإسلام بلا شك في تركيا خصيصا بعد الإلحاد الأتاتوركي.كل ذلك أدى لمشاركة دول كبرى كفرنسا وأمريكا وغيرهما في الانقلاب عليه لصالح العلمانيين.
 وصدق الله تعالى حينما قال (( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم )) فإذا كان هؤلاء –اليهود والنصارى – وهم أهل كتاب لن يرضوا عنك فكيف بأصحاب المناهج العفنة الأرضية كالعلمانية وغيرها ؟؟

2 – نتمنى أن نرى حمرة الخجل على وجوه العلمانيين والليبراليين والاعلاميين في شتى بقاع العالم الذين ينادون دائما بالغرب وحقوق الإنسان وعدالته .
فبعد أن ساند الغرب الانقلاب العسكري في مصر وسكت عن الدماء المراقة والاعتقال الذي يعمل حتى الآن إذا به يندد بمحاسبة أردوغان للانقلابيين وكأن الانقلابيين لو نجح الانقلاب كانوا سيراعون حرمة أردوغان ومؤيديه .

3- لا ينقضي عجبنا من دولة كدولة الإمارات التي لا تكاد تسمع عن انقلاب أو حرب أهلية قتل فيها المسلمون او فوضى او مذبحة إلا وترى للامارات يد فيها..
تلك الدولة التي تحتل إيران جزرا منها وإذا بنا نكتشف انها تحتل معتقد الإمارات وليس الجزر فقط .
 لا ترى موطنا يكيد للإسلام واهله إلا وترى للإمارات وأموالها يد فيه.

4 – المفارقة الرابعة العجيبة هي النخبة العلمانية في مصر والنخبة العلمانية في تركيا .
في مصر انبرى العلمانيون أعداء الإسلام يشجعون الانقلاب ويشمتون وبعضهم أظهر الحقيقة بقوله : نريد تركيا بمنهج اتاتورك مرة اخرى.. بل والاعلاميون المصريون خرجوا يهللون وكأن أردوان طلب اللجوء السياسي لمصر..
العجيب ان العلمانيين الاتراك رفضوا الانقلاب لأنهم يعلمون آثار حكم العسكر ويعلمون آثار الانقلاب على سمعة البلاد ويعلمون معنى كرامة المواطن جيدا .

5 – لا يخفى على الجميع أن الدعوات الإسلامية التي تعيش في مصر كان لها أكبر الأثر في التمكين للانقلاب والسكوت عما جرى . فلو كان هناك أحزاب تتدين بالسلفية السيسية كما يسميها البعض أو مناهج كمنهج علي جمعة لنجح الانقلاب ولكن ما رأيناه هو ان المساجد كانت تنادي بالتكبير في منتصف الليل وخرج كل الشعب بمختلف أطيافه وانتماءاته وافكاره على قلب رجل واحد .
 وما ذاك إلا لأنه رأى ما جرى لمصر وما حل فيها من خراب (( بمعنى الكلمة )) فصدق من قال : لو قارنا بين تركيا ومصر لرأينا أن أول من ايد الانقلاب في مصر كان شيخ الأزهر وبعض السلفيين بينما كان العلمانيون هم أول من عارض الانقلاب في تركيا.

6 – ميزانية التعليم في تركيا 110 مليار دولار في السنة بينما في مصر 65 مليار والرقم المصري مشكوك فيه جدا و لكن.
هذا الرقم لابد ان يكون له أثر على وعي الشعوب .
فالشعوب التي تجهل وتنعم بالجهل وتحب الجهل يسهل على القائد أن يسوقها ويقنعها بأي شئ ولو كان خياليا.
 بينما العقول المثقفة لا يقوى على تحريكها إلا بالمنطق والدليل والواقع والحقائق. ولذلك يهتم اردوغان بالتعليم اكثر من أي شئ  آخر ولعل هذا ظهر جليا في تكاتف الشعب كله معه .
بل ما رأينا امرأة تتراقص في الشوارع سواء من هنا او هناك ولا رأينا رجالا يصفقون لبناتهم وهم يتراقصون في دياثة فاضحة بل رأينا صلاة وتكبير وحجاب في الأغلب الاعم وما شابه ذلك.
.
ورأيي في هذا الحدث أن المحور الذي أفشل الانقلاب هو وعي الشعوب الذي انعكس على كل مؤسساته فالشعب الذي يحيا بالجهل لا يعيش كريما مهما توفرت له سبل الكرامة والشعب المتعلم يحيا كريما مهما كانت أمامه العقبات.
والله من وراء القصد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة @ 2013 مركز العز بن عبدالسلام للأبحاث و الدراسات.