هل يصح توصيف الربيع العربي بأنه (فتنة) وتنزيل النصوص الواردة في اعتزال الفتن عليه؟
أجاب/ كمال المرزوقي
هكذا بالإطلاق لا طبعا.
فالاحتجاج على مطلق السّكوت بأنّها فتنة والتّعلّق بما كان من اعتزال بعض الأصحاب لما شجر بين ذلك الرّعيل الأوّل من اقتتال لتسويق سكوت السّاكتين أيضا سياسةً وركونا للمناطق الآمنة في الصّراعات الفكريّة قبل غيرها صار (موضة) عصريّة .
والحقّ أنّ السّكوت واجب في حقّ من اشتبهت عليه الأمور فلم يدر أين الحقّ .
وأمّا من تبيّن له فوجب عليه الإنكار للباطل بشروطه ونصرة الحقّ ، وهذا إن ظنّ أنّه بسكوته غير ملوم ولا مفرّط فهو مخطئ خاطئ آثم لتركه التّخذيل عن الباطل وأهله وآثم لتركه الانتصار للحقّ وأهله .
ويصدق فيه ما ينسب لعليّ رضي الله عنه في من سئل عنهم ممّن اعتزلوه ، قوله : (أولئك ما نصروا حقّا ولا خذلوا باطلا) .
ويبقى كون ذلك السّاكت لاشتباه الأمر عليه وعدم تمييزه للحقّ وجهله بمحلّ الباطل أيضا آثما إن أنكر على الفريقين بزعمه إصلاحا، إذ هو في ذلك محارب للحقّ والباطل معًا إلّا أن يكون إنكاره للباطل إجمالا حيث كان بلا تعيين إذ هو جاهل بمحلّ الحقّ من الفريقين، ومنه لا يحلّ له إنكاره على من تبيّن له الحقّ في جهة لأنّه منكر بالجهل على من علم .
ومعرفة كلّ واحد بفرضه والواجب في حقّه نافية لكثير من أكدار النّقد الأجوف الّذي عماده ثرثرة تملأ جنبات المشهد اليوم .
فالاحتجاج على مطلق السّكوت بأنّها فتنة والتّعلّق بما كان من اعتزال بعض الأصحاب لما شجر بين ذلك الرّعيل الأوّل من اقتتال لتسويق سكوت السّاكتين أيضا سياسةً وركونا للمناطق الآمنة في الصّراعات الفكريّة قبل غيرها صار (موضة) عصريّة .
والحقّ أنّ السّكوت واجب في حقّ من اشتبهت عليه الأمور فلم يدر أين الحقّ .
وأمّا من تبيّن له فوجب عليه الإنكار للباطل بشروطه ونصرة الحقّ ، وهذا إن ظنّ أنّه بسكوته غير ملوم ولا مفرّط فهو مخطئ خاطئ آثم لتركه التّخذيل عن الباطل وأهله وآثم لتركه الانتصار للحقّ وأهله .
ويصدق فيه ما ينسب لعليّ رضي الله عنه في من سئل عنهم ممّن اعتزلوه ، قوله : (أولئك ما نصروا حقّا ولا خذلوا باطلا) .
ويبقى كون ذلك السّاكت لاشتباه الأمر عليه وعدم تمييزه للحقّ وجهله بمحلّ الباطل أيضا آثما إن أنكر على الفريقين بزعمه إصلاحا، إذ هو في ذلك محارب للحقّ والباطل معًا إلّا أن يكون إنكاره للباطل إجمالا حيث كان بلا تعيين إذ هو جاهل بمحلّ الحقّ من الفريقين، ومنه لا يحلّ له إنكاره على من تبيّن له الحقّ في جهة لأنّه منكر بالجهل على من علم .
ومعرفة كلّ واحد بفرضه والواجب في حقّه نافية لكثير من أكدار النّقد الأجوف الّذي عماده ثرثرة تملأ جنبات المشهد اليوم .

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق