((( لا تتوقفوا عن رجم الصنم حتى يتهدم )))
سيف القلموني
يتصور بعض الناس أنه لا حاجة للهجوم على برهامي وحسان، أو علي جمعة والطيب، أو باسم يوسف ووائل غنيم وتامر أبو عرب ونوارة نجم.. وباقي سلسلة ال [ .... ] المعروفين!.. يقولون: الناس قد عرفت حقيقتهم، الناس لا تنخدع بهم، الضرب في الميت لا فائدة منه ... إلخ!
إخواننا الطيبون هؤلاء لا يعرفون التاريخ.. بل ولا يراقبون الواقع جيدا!
إن واقعنا الآن طرأ عليه آلة شيطانية ساحرة اسمها "الإعلام".. الإعلام قادر على غسل كل الخطايا، وقادر على تلويث كل الشرفاء.. وقادر على قلب مواقف الناس من النقيض إلى النقيض!
عبد الناصر مات والناس يهتفون له وينتحبون عليه، رغم أن أي قياس عقلاني عن أحوال البلد التي استلمها عند لحظة وفاته كانت تستدعي أن تقام جثته فترجم حتى تتهرأ ثم تلقى للكلاب ثم توضع في متحف يُكتب عليه: هذا جزاء الخونة والسفاحين!
حتى لحظة كتابة هذه السطور يدور جدل حول محمد علي وابنه إبراهيم وسعد زغلول وعبد الناصر.. بل حتى حول حسني مبارك!.. لماذا؟!
لأن دولتهم ما تزال حية، شبكات المصالح والنفوذ والهمينة الغربية التي صنعت هؤلاء ودعمتهم لا تزال قائمة تريد لهؤلاء أن يظلوا رموزا لكي يمكن ببساطة إنتاج غيرهم على ذات نمطهم ومثالهم!
الخلاف مع أمثال برهامي وحسان ووائل غنيم وباسم يوسف ليس خلافا على سياسة ولا على علم ولا على رأي ولا على شيء مما يختلف عليه البشر الأسوياء.. القضية بكل البساطة والوضوح أن هؤلاء ال [ .... ] ابتلعوا ببساطة جريمة عظمى في حق هذه الأمة، وليس الأمر مجرد المذبحة.. أبدا.. المذبحة مجرد فصل في عملية إعادة هذه الأمة وهذا الشعب إلى حظيرة الكفر والاستبداد العلماني العسكري!
هؤلاء ال [ .... ] تقبلوا ببساطة أن تحرق الأمة -أجسادا وإرادة- لأنه خالف رأيهم هم، فحيث أن هؤلاء البشر جاءوا بالإخوان الذين لا نحبهم، ويتوقع أن يأتوا بهم مرة أخرى في أي سياق انتخابي محتمل.. فهؤلاء البشر أولى بالحرق على يد العسكر!
السؤال المطروح: لعلهم كانوا مغفلين وليسوا خونة؟
والإجابة الواضحة: من لم يكن يرى عند 30 يونيو دولة مبارك فهو أعمى لا يرى، ولا يحق له الكلام في السياسة أبدا لأنه أغبى وأتفه من أن يدرك أمور السياسة البديهية الواضحة التي لا يتجادل فيها عاقلان.
لكن الغبي التافه هذا إن كان ذا شرف ومروءة فلقد كان سينتبه عند لحظة الانقلاب العسكري، أو عند لحظة مذبحة الحرس الجمهوري، عند لحظة مذبحة المنصة.. عند المذبحة الكبرى في رابعة، عند رمسيس.. أما الذي مرت عليه هذه المذابح فسكت وابتلع لسانه، أو خرج يرقص منتشيا بها، فلا يمكن أن يكون إنسانا سويا نعامله كما نعامل البشر الذين نختلف معهم فيما يختلف فيه البشر.
الشيخ الذي يكيف ما جرى في مصر على أنه "جريمة قتل" تحتاج بحثا عن الدية أو القصاص أحسن أحواله أنه جاهل غبي لا يحسن فهم الواقع، ولا يجوز له أن يفتي في غير الشعائر والعبادات، ولا يجوز له أن يقرب باب المعاملات فضلا عن قضايا الحدود والدماء والإمامة، فضلا عن النوازل!
المهم المقصود من كل ما فات: أن الأصنام ما دامت قائمة تمارس عملها فهي تريد العودة إلى الساحة، سواء بإرادتها أو بإرادة من خلفها.. بأموال تنفق في مصر أو السعودية أو لندن أو واشنطن.
ولأنهم فارغون من كل معاني الشرف، فليست لديهم أدنى أدنى مشكلة ولا عندهم ذرة من ذرة من تردد أن يعود مرة أخرى مرتديا ثوب الثائر والفاهم والناصح والشيخ.. وهو لا يجد في نفسه أدنى تناقض حين يبيح لنفسه شتم وسب من هم في القبور أو السجون أو المنافي لأنهم كانوا السبب!
سيستخدم الإعلام في إعادة إنتاج كل هؤلاء.. والناس عمومهم كما وصف شوقي: ببغاء عقله في أذنيه
المصيبة هي في أولئك الذين كانوا وقود الثورة ووقود مكافحة الانقلاب.. أصارحكم أني لا أضمن أبدا أنهم يتعلمون ويتذكرون.. هؤلاء من أخشى عليهم حقا أن ينسوا.. أن يغيب عنهم ما فعله أمثال يسري فوده وبلال فضل وعلاء عبد الفتاح ودومة وأحمد ماهر وزياد العليمي.. وباقي هذه السلسلة!
بعض الأصنام ماتت فعلا، وأولئك من قد نتفق على أنه لا يفيد الضرب فيهم، كالببلاوي وحسام عيسى وأبو عيطة.. لكن الذين يصرون كل فترة على أنهم أحياء ولهم موقعهم في ساحة الثورة والنفوذ بداية من البرادعي وحتى أقل كائن في فصيلة #الثائر_البغل، هؤلاء هم العدو حقا!

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق